الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
*2* - بسم الله الرحمن الرحيم أخرج ابن ضريس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة {طسم} الشعراء. بمكة. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزلت سورة الشعراء بمكة. وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: سورة الشعراء نزلت بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معدي كرب قال: أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن {طسم} الشعراء. قال: ليست معي ولكن عليكم ممن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بأبي عبد الله، خباب بن الأرت أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: اسم من أسماء القرآن. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله {طسم} قال: الطاء من ذي الطول، والسين من القدوس، والميم من الرحمن. - أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله يخبرنا المخبر ان عمرا * امام القوم من عنق مخيل وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الخاضع: الذليل. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: كل شيء في الشعراء من قوله {عزيز رحيم} فهو ما هلك ممن مضى من الامم يقول {عزيز} حين انتقم من أعدائه {رحيم} بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه. - أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم على ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم على ذنب} قال: قتل النفس. وفي قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود (فعلتها اذن وأنا من الجاهلين). وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فوهب لي حكما} قال: النبوة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتىأتاها ليلا، فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها [؟؟] الطقشيل، فنزل في جانب الدار، فجاء هرون، فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه، فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه، فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت؟ قال: أنا موسى. فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه، فلما أن تعارفا قال له موسى: يا هرون انطلق بي إلى فرعون فإن الله قد أرسلنا اليه. قال هرون: سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت: أنشدكما بالله ان لا تذهبا الىفرعون فيقتلكما، فابيا فانطلقا اليه ليلا، فاتيا الباب، فضرباه، ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون: من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة؟ فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى: وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور قال: بلغني انه لما تكلم ببعض هذا وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله - أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: ثم ان الله أمر موسى ان يخرج ببني إسرائيل فقال وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله {فارسل فرعون في المدائن حاشرين، ان هؤلاء لشرذمة قليلون} فكان موسى على ساقه بني إسرائيل، وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: أين أمرت؟ قال: البحر. فأراد ان يقتحم فمنعه موسى. فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى {انا لمدركون} قال موسى وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ان هؤلاء لشرذمة قليلون} قال: ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل وعشرين الفا فصاعدا. واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله {ان هؤلاء لشرذمة قليلون} قال ستمائة ألف وسبعون ألفا. وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن أبي عبيدة. مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ان هؤلاء لشرذمة قليلون} قال: كانوا ستمائة ألف. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لشرذمة} قال: قطعة. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {لشرذمة} قال: الفريد من الناس. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبط، فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب عليه السلام". وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"كان فرعون عدو الله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائد، مع كل قائد سبعون ألفا. وكان موسى مع سبعين ألفا حين عبروا البحر". وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال: أوحى الله إلى موسى: أن أجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت، ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها على كل باب، فاني سآمر الملائكة ان لا تدخل بيتا على بابه دم، وسآمر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم، ثم اخبزوا خبز فطيرا فإنه أسرع لكم، ثم سر حتى تأتي البحر، ثم قف حتى يأتيك أمري. فلما ان أصبح فرعون قال: هذا عمل موسى وقومه، قتلوا ابكارنا من أنفسنا وأهلينا. وأخرج ابن اسحق وابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال: ان الله أمر موسى أن يسير ببني إسرائيل، وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر، فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ، فلما سار موسى ببني إسرائيل، أذن فرعون في الناس وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال: خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني إسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون: {ان هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل أدهم سوى ألوان الخيل، وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول: ليس القوم بأحق بالطريق منكم.وفرعون على فرس أدهم حصان. وجبريل على فرس أنثى. فاتبعها فرس فرعون، وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول: الحقوا اصحابكم حتى دخل آخرهم، وأراد أولهم أن يخرجوا فاطبق عليهم البحر. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال: لما أراد موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال: أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فأتوهم. فلم يصح في تلك الليلة الديك، فخرج موسى ببني إسرائيل وغدا فرعون، فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتي بها فأمر بها أن تذبح ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس. فاجتمعوا اليه فاتبعهم، فلما انتهى موسى إلى البحر قال له: وصيه يا نبي الله أين أمرت؟ قال: ههنا في البحر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيهم أحد إلا على بهيم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها، وكانت جريدته مائة ألف حصان. وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال: اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انسانا ذكرهم وأنثاهم. فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة الف ونيف. وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل، وحالت الريح الشمال. وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة إلا ضمه فقال القوم: يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف ان صنعا ما صنعنا فاين الملجأ؟ قال: البحر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس. انه قرأ وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الاسود بن يزيد انه كان يقرأها وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. انه كان يقرأ وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال: قرأ عبيد وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم. انه كان يقرأها وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس. ان نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله لعمر أبي أتاني حيث أمسى * لقد تأذت به أبناء بكر خفيفة في كتاب حاذرات * يقودهم أبو شبل هزبر وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري: ان مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال: يا نبي الله أين أمرت؟ قال: امامك... قال: وهل امامي إلا البحر؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت. ثم سار ساعة فقال مثل ذلك، فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله - أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كالطود} قال: كالجبل. وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله {كالطود} قال: كالجبل. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال {الطود} الجبل. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إلا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت: بلى. قال: اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام: ان موسى لما انتهى إلى البحر قال: يا من كان قبل كل شيء، والمكون لكل شيء، والكائن بعد كل شيء، اجعل لنا مخرجا. فأوحى الله اليه وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر. وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال: لما انتهى موسى ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل لموسى: أين ما وعدتنا؟ هذا البحر بين أيدينا، وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا. فقال موسى للبحر: انفرق أبا خالد فقال: لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودي وأخرج أبو العباس محمد بن اسحاق السراج في تاريخه وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو؟ والثاني. والثالث. والرابع. وعن أكرم الخلق على الله، وأكرم الأنبياء على الله، وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم، وعن قبر سار بصاحبه، وعن المجرة، وعن القوس، وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده، فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخزاه الله وما علمي ما ههنا! فقيل له: اكتب إلى ابن عباس فسله. فكتب اليه يسأله. فكتب اليه ابن عباس: ان أفضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل إلا بها، والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله، والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر، والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود، وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام، وأكرم إماء الله مريم. وأما الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم، وحواء، والكبش الذي فدى به اسمعيل، وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا. وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس، وأما المجرة فباب السماء، وأما القوس فإنها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح، وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده، فالمكان الذي انفرج من البحر لبني إسرائيل. فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال: لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم، وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف، ومعه عصا فضحك فرعون. فالقى عصاه، فانطلقت نحوه كانها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز. فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون: خذها واسلم. فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا. فأمر موسى أن يسير إلى البحر، فسار بهم في ستمائة ألف، فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له، فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقا، لكل سبط منهم طريق، وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض. واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر. فلما رآه هابه وهو على حصان له، وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى، فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني إسرائيل، وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم، فغرق فرعون بأصحابه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى موسى: أن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون. فاسرى موسى ببني إسرائيل ليلا، فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث، وكان موسى في ستمائة ألف، فلما عاينهم فرعون قال {ان هؤلاء لشرذمة قليلون، وانهم لنا لغائطون، وإنا لجميع حاذرون} (الشعراء، الآية 54 - 56) فاسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا:يا موسى {أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعدما جئتنا} (الأعراف، الآية 129) هذا البحر أمامنا، وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال: فقال يوشع لموسى: بماذا أمرت؟ قال: أمرت أن أضرب البحر. قال: فاضربه: فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم، فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه، فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: ما لنا لا نرى أصحابنا. فقالوا لموسى: ان أصحابنا لا نراهم؟ قال: سيروا فإنهم على طريق مثل طريقكم قالوا: لن نؤمن حتى نراهم قال موسى: اللهم أعني على أخلاقكم السيئة. فأوحى الله اليه: ان قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر. قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض، فساروا حتى خرجوا من البحر. فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه، وكان فرعون على فرس أدهم حصان، فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر، فتمثل له جبريل على فرس أنثى، فلما رآها الحصان اقتحم خلفها، وقيل لموسى وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان موسى حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت، ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع الي ستمائة ألف من القبط. فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق. فقال له البحر: لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم؟ ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبي الله بهؤلاء؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال: اين أمرت يا نبي الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. قال: ما كذبت ولا كذبت. فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر. فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا، لكل سبط طريق يترأون، فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم. وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ان موسى لما أراد ان يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ فقال له علماء بني إسرائيل: ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى: أيكم يدري اين قبره؟ فقالوا: ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل. فارسل اليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي قال: وما حكمك؟ قالت: أن أكون معك في الجنة. فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له: اعطها حكمها. فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم: انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت: احفروا. فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف، فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار". وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما أسرى موسى ببني إسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه. وقيل لموسى: لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف قال: واين موضعها؟ قالوا: ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار. فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت: موسى؟ قال: موسى. قالت: ما وراءك؟ قال: أمرت أن أحمل عظام يوسف. قالت: ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم قال: دليني على عظام يوسف قالت: لا أفعل إلا ان تعطيني ما سألتك قال: فلك ما سألت قالت: خذ بيدي. فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطئ النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت: انا دفناه من ذلك الجانب. فاخصب ذلك الجانب وأجدب ذاك الجانب، فحولناه إلى هذا الجانب وأجدب ذاك، فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد، وألقيناه في وسط النيل فاخصب الجانبان جميعا. فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فالحقها بالعسكر وقال لها: سلي ما شئت قالت: فاني أسألك أن أكون انا وأنت في درجة واحدة في الجنة، ويرد علي بصري وشبابي حتى اكون شابة كما كنت. قال: فلك ذلك". وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبي من بعدي فقولوا له: يخرج عظامي من هذه القرية. فلما كان من أمر موسى ما كان يوم قرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف، فسأل عن قبره فلم يجد أحد يخبره فقيل له: ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف. فجاءها موسى عليه السلام فقال لها: تدليني على قبر يوسف؟ فقالت: لا أفعل حتى تعطيني ما اششترط عليك. فأوحى الله إلى موسى: ان اعطها شرطها قال لها: وما تريدين؟ قالت: أكون زوجتك في الجنة. فاعطاها فدلته على قبره. فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه، ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه: الحمل يحمل على اليمين! قال: صدقت هو على الشمال وإنما فعلت ذلك كرامة ليوسف. وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر. قال: فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم موسى: إنما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها؟ فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آي بن يعقوب: أنا رأيت عمي يوسف حين دفن فما تجعل لي ان دللتك عليه؟ قال: حكمك. فدلته عليه فأخذ عظام يوسف، ثم قال: احتكمي قالت: أكون معك حيث كنت في الجنة. وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. ان الله أوحى إلى موسى: أن اسر بعبادي. وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا. أن لنا عيدا نخرج اليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف. فذلك قول فرعون وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: ان موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى، وهو قوله وكان فرعون يومئذ على حصان، فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة، ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون، وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك. حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم. التقى البحر عليهم فغرقوا. فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا؟ قال موسى: غرق فرعون وأصحابه. فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل.. وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان جبريل بين الناس. بين بني إسرائيل وبين آل فرعون فيقول: رويدكم ليلحقكم آخركم. فقالت بنو إسرائيل: ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا. وقال آل فرعون: ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا. فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون. يا نبي الله أين أمرت؟ هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال: أمرت بالبحر. فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع، وكان الله قد أوحى إلى البحر: ان أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصا، فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر. فضربه وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء. وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن أبي الدرداء قال "جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه، ويعجب من بني إسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر، وحضرهم عدوهم. جاؤا موسى فقالوا: قد حضرنا العدو فماذا أمرت؟ قال: ان أنزل ههنا، فاما ان يفتح لي ربي ويهزمهم، وأما ان يفرق لي هذا البحر. فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش، ثم ضربه الثانية فانصدع فقال: هذا من سلطان ربي. فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا، ولا أسرع توبة منهم". - أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إذ يسمعونكم} قال: هل يسمعون أصواتكم. - أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وألحقني بالصالحين} يعني أهل الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر، وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد، فقال حين يخرج: بسم الله الذي خلقني فهو يهدين. هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه: لصواب الاعمال - والذي هو يطعمني ويسقين. أطعمه الله من طعام الجنة، وسقاه من شراب الجنة، واذا مرضت فهو يشفين. شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه، والذي يميتني ثم يحيين. أحياه الله حياة السعداء، وأماته ميتة الشهداء، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين. غفر الله خطاياه كلها وإن كانت أكثر من زبد البحر، رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين. وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي، واجعل لي لسان صدق في الآخرين. كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين، ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق، واجعلني من ورثة جنة النعيم. جعل الله له القصور والمنازل في الجنة" وكان الحسن يزيد فيه - واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا. وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت: يا رسول الله أن ابن جدعان كان يقري الضيف، ويصل الرحم، ويفعل ويفعل. أينفعه ذلك؟ قال: لا. انه لم يقل يوما قط: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
|